عين على الواقع




جرت العادة أن تتبع كل ابتسامه بتفسير و كل ضحكة بتعليق.... لكنني أؤمن بأن الضحكة يجب أن تقدم نفسها و تفصح عن أسبابها ... و إن لم يحصل ذلك فعندها لا يجب حتى أن نسميها ضحكة ....
ما أقصد قوله .... هو .... هناك .... موجود في شيء يشبه القلب بعض الشيء .... على أية حال .... علي أن أقبل الواقع كما هو ... ببساطه .... كما الكاتب يمزق قصصاً ليعيد كتابتها .... أو يكتب سواها ....
يبدو الآن كل شيء مغلقاً بضباب متكاثف .... لكن و رغم ذلك ثمة ذكرى تلمح من بعيد .... إلا أنها غامضة مغرقة في البعد ... لكن لا بد من التذكر ...
لا أعرف تحديدا ماذا أريد أن أقول ... إلا أنني أفكر في قطة شاهدتها .... أظن أن قصة هذه القطة يمكن أن تقول كل شيء ... بل أكثر من كل شيء ....
قطة بيضاء صغيرة تحاول اجتياز الشارع في يوم أسود ماطر ... إلا أن بركة من الماء كانت تحول بينها و بين الوصول إلى الرصيف ، و كانت القطة الناصعة البياض قد تدبرت أمرها حتى حافة البركة ؛ بالقفز فوق مجموعة متفرقة من الأحجار المنتثرة على مسافات متباعدة ، ووقفت هناك تتطاول بعنقها مستكشفة ما حولها ... و في كل مرة كانت تمد يدها إلى الماء كانت ترتد عائدة إلى الوراء خطوة داخلة في نفسها .... متحفزة من جديد .... مرة أخرى دارت القطة حول نفسها إلا أنها عادت بعد هنيهة إلى وضعها السابق ثم عاودت و مدت ساعدها و حين لمست الماء ارتدت إلى الوراء و طفقت تفكر من جديد .... لونها الأبيض أعطى للطريق الأسود الخالي شعوراً حاداً بالمرارة و الوحدة .... القطة كانت تحاول الوصول إلى البقعة الجافة الوحيدة في الشارع .... السماء كانت على وشك أن تمطر مرة أخرى .... والقطة بدأت تتحفز .... أخذت تهز جسدها بارتقاب مهتاج و تضرب الأرض المبتلة بذيلها ، و في اللحظة التالية قامت بقفزة واسعة إلا أنها لم تستطع أن تجتاز البركة ... فسقطت في ربعهاالأخير ... ... و أخذت تضرب الماء بأطرافها محاولة الخلاص ...
... و بدأت السماء تمطر من جديد

Comments

المجهول said…
عزيزتي

يأبى العقل أن يطلق العنان لبعض المشاعر , لأن الوقت قد فات
ولأن الامور اصبحت اشبه بمريض ينتظر رصاصة رحمة
لتنهي هذا العذاب
ولن اقول عذاب بمعناه الاسود
بل هو عذاب لذيذ

Popular Posts