حلم ليلة صيف



عادت مشاعر الشوق واللهفة لتنتابها من جديد، لم تدري ما السبب، مع انها أقسمت على نفسها ان تلقي بماضيهما معا في سراديب النسيان، ربما رؤية صورته من جديد أيقظت المشاعر الدفينة التي باتت تدغدغ وجدانها، فانعكست عليها -سلبا أو ايجابا- فهي لا تدري.
لم تره شخصيا، لكن صورته لم تفارق مخيلتها، تأملت قسمات وجهه كطفل صغير بدأ يكتشف العالم لأول مرة بسعادة غامرة، تأملت ابتسامته ، تأملت سمرته، وعيناه...آه من عيناه..بحر ينبض بالأسرار
.................

فلما خلدت للنوم ليلتها رأته في منامها..تجلت صورته التي رأتها في رؤياها الغامضة ، رأته من بعيد ورآها، كانا يتجنبان بعضهما البعض، كانا يحاولان الاندماج مع الاخرين في محاولة بائسة لتشتيت انتباهمها عن الاخر،، رأته ينظر اليها خلسة ويراقبها،، وكانت هي تفعل المثل كذلك
..كان كطيف عابر ، ملاك جميل، لم ينبس ببنت شفة بل لحق بها ، ناداها ..التفتت الى صوته وقلبها التفت بدقاته قبلها، جلسا معا في ركن شبه معتم،، وبقي كل منها يتأمل بعيون الآخر ودار بينهم حوار العيون ، يا الله ما أجمله من حوار..حوار العيون الذي يختصر كل الكلمات


كم كرهت استيقاظها صباحا على صوت المنبه ذلك الصوت الذي أعادها إلى الحقيقة
أفاقها من وهمها اللذيذ وهي تدعو أن يزورها طيفه مرارا في المنام، فهي لا تمانع زيارة ضيف عزيز كريم مثله لأنها تعلم في قرارة نفسها بأن هذه الزيارات لن تتوقف مهما أصرت على نزع جذور صورته من عقلها، لذا فقد قررت أن لا تنام أبدا كي لا تزعج طيفه بعبئ هذه الزيارة



:(

Comments

Popular Posts