القلاده

ها أنا أعود بعد طول غياب
أنادي عليها من خلف الأسوار
فلا أحد يجيب
طرقت باب المنزل
فلا أحد يجيب
تذكرت ان هناك نافذة مكسورة
كنت ألقي منها برسائلي اليها
صرخت وصرخت وصرخت
فلا أسمع إلا صدى صوتي تردده الجدران
حبيبتي أين أنتِ ؟ إلى أين رحلتِ؟
تذكرت بأن هنالك قلادة كنا قد دفناها تحت الرمال
فأخذت بيدي أحفر في كل مكان فلم أجدها
عدت للصراخ ...أين حبيبتي
تجمع كل سكان الحي على صراخي
واقترب مني رجل كهل وقال لي : أهذا أنت يا شقي ؟
قلت: من أنت
قال: أنا جدك...حسبناك لن تعود...لماذا عدت ؟
فقلت: يا جدي عدت إلى حبيبتي فأين هي ؟
فقال والدمع سابح في عينيه... رحمها الله وقبرها أعلى الجبل
...
فسال الدمع مني فلما جف سألته: لماذا أعلى الجبل
فقال: أوصت هي وقالت
إن لي قلبا كنت ألهو معه هنا ونحن صغار...فادفنوني هنا
إن لي قلبا أحببته ونحن كبار ...فادفنوني هنا
إن لي قلبا رحل عني وانتظرته ولم يأتِ...فسيأتي هنا
بلغوه عندما يعود أني سامحته رغم المرار
رغم كل دمعة بكيتها حين رحل
رغم كل صرخاتي وتوسلاتي إليه بألا يرحل
وبلغوه أني أحبه...أحبه ..أحبـــــــــه
......
فاعتلت صرخاتي قمم الجبال..خذوني إليها
وادفنوني بروحي وجسدي هناك
ادفنوني ميتا أو حيا هناك
ولما دفنوني حيا بجانبها
لامست يدي القلادة
كنا دفناها سوية هناك