... قد تنتهي بابتسامة




حزينة كانت ... لا تدري ماذا تفعل ... لا يوجد من يفهمها أو يحس بها على الأقل... تجلس في غرفتها ... تفكر في حياتها الغريبة ... تواسي نفسها بأي شيء... سمعت صوتا غريباً يدق نافذتها ... اقتربت من النافذة و نظرت من خلالها ... فإذا بها قطرات المطر تتساقط بقوة مصاحبة لحبات من البرد... ابتسمت ببرودة ...فتحت النافذة ثم مدت يدها منها و أخذ المطر يتساقط على يدها .... أغمضت عينيها و تنهدت بهدوء... و تفكر :
" ليت هذه القطرات تغسل آلامي ... ليتها تبرد قلبي الساخن ... "
التفتت و جلست من جديد على سريرها تبكي... لم تكن تعرف لماذا ... لم تكن تعرف السبب وراء حزنها المفاجئ هذا... لم تكن تعرف ... أو بالأحرى لم تكن تريد أن تعرف .... أو يجب في الحقيقة أن أقول تعترف...
لم يدم المطر طويلا ... توقف بعد دقائق قليلة... توقف و انهمرت دموعها هي... فهذه هي الحياة ... الفرح فيها مثل قطرات المطر الصغيرة التي لا يطول بقائها... و إن طال... لا بد أن ينتهي...
أغلقت نافذتها والتفتت إلى مكتبها ... أمسكت قلماً و نظرت إلى الأوراق أمامها و قالت: " وأنت أيتها الورقة... إن بحت لك بما في داخلي فهل ستفهمين ؟ أم ستكونين مثلهم يتظاهرون بأنهم يفهمونني... لكنهم في الحقيقة ... لا يفهمون حتى أنفسهم... "

" لماذا ألومهم ؟ لماذا ألومهم وحدهم ؟ لكنني لست مخطئة ... لكن قلبي كان يقول غير ذلك... و هذا ما كان يردده صدى فؤادي... و نبض روحي ... بعد أن انتهت سيمفونية الحياة مع قلبي الضائع... هذا ما زرعته مشاعري ... و ما سقته أحاسيسي ... نعم جنيت ثماره قبل أن تورق سنابله... جنيتها دون أن أنتظر وقت الحصاد... لأنني كنت أخشى أن تتبعثر أحلامي... و تسقط آلامي و آمالي إلى قاع الواقع ... و لا أجد من يدفعها على هداه ...كنت أخشى أن أفاجأ بزرع يابس لا تزهر ثماره ... و لا تتراقص أوراقه ... ولا تحط الطيور على أغصانه ... "

" قررت ... و اخترت ... أن أبيد كل ما بذرت ... و أدوس على كل ما زرعت .... حتى لا تُدمي الأشواك يداي ... حتى لا أتذوق ثمار قد تكون في يوم ما قابله للعفن... أو هشة؛ قابلة للكسر... فأنا لا أريد أن أزيد لهيب جراحي ... لا أريد أن أشعل نيران قلبي بآفات قاتلة... يكفي ... يكفي ما مضى ... لست بحاجة لأن أعيد أحداثاً سطرها الزمن على صفحاته ... وأصبحت في طي النسيان ... سأحاول مسح تلك الدموع بمناديل الحب الضائع... و سأسافر في قطار الحزن إلى عالم النسيان "
مسحت دموعها حقاً... و انتفضت ...

" و أنا بعد كل هذا... لازلت الإنسانة التي لا تستسلم للظروف ... لا تعترف بكلمة مستحيل... لا يمكن لأحد أن ينكر أن حياة الإنسان تبدأ بدمعه ... و أنا لا أنكر أنها قد تنتهي بابتسامة... "



Comments

المجهول said…
،عزيزتي
دعي القلب يتحدّث
واتركي العين تفيض دمعا على فراق حتمي
وماهو بالقلب , سيبقى بالقلب
سمعت احدهم يقول لي
"ان العين تنسى من رأت , ولكن القلب لا ينسى من احب"

عذرا عزيزتي
هذا ما كان يخشاه ذلك المحب
وهذا ما كان يترقب اثره خوفا على قلبك العزيز
انا للأسف لا أمتلك المقدرة الحقيقية لأعبر عن مدى الإحساس المرهف في تلك الكتابات
لكنني أعتبر نفسي محظوظا في الحياة التي لم يعد للحظ فيها مكانة ، في الحياة التي باتت تعتمد على المال ،ذلك الوهم الفاني
نعم ... إنني محظوظ لأني أقرأ مشاعراً في زمن الجمود ...أقرأ أحاسيساً في زمن الكذب
بالفعل انتي رائعة جداً لا بل أكثر من رائعة

صديقك

Popular Posts